بقلم : ليلى إمام
يستعد الشعب المصري باستقبال مراسم ذكرى مولد رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، في يوم 12 من ربيع الأول من كل عام، ومن عاداتهم في هذا اليوم شراء حلوى المولد النبوي الشريف أو عروسة المولد أو حصان المولد.
تلك العادات والتقاليد الذي اخترعها القدماء المصريين، وتطورت مع الزمن من جيل لجيل لاحتفال كل عام بتلك المناسبة.
ويرجع تاريخ تلك العادات إلى دخول الفاطميين مصر في عام 973 للميلاد، وأجمعت أغلب الروايات على أن صناعها استوحوا الفكرة والأشكال من موكب الخليفة الفاطمي الذي كان يجوب الشوارع ويوزع الحلوى بكميات كبيرة على الناس والجنود يوم المولد النبوي الشريف.
وهناك رواية أخرى تقول أن الحاكم بأمر الله كان يحرص على الخروج في موكب يوم المولد النبوي بصحبة زوجته التي كانت ترتدي ثوباً أبيض، ما أهدى مبتكريها فكرة صنع حلوى على هيئة عروس وفارس على الحصان توزع في توقيت مرورهما كل عام، حتى أصبحت عادة مصرية وطقسا يرتبط بالمولد النبوي.
مع مرور الأيام أصبحت صناعة الحلوى جزءا من التاريخ والثقافة المصرية، ورغم أنها شُكلت في البداية على هيئة حصان أو عروس توزع على الأطفال، فإن المصريين أدخلوا عليها تعديلات وأضافوا الألوان لتلائم كل فئات الشعب.
فاخترعوا فكرة صنع هذه الحلوى على شكل عروسة أو حصان المولد، ليلعبوا الأطفال بها لتكون “عروس المولد” للبنات، والحصان أو الجمل للأولاد.
ومن بعدها ظهرت رؤية أخرى حول طقوس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، عندما اخترعوا صناعة بعض الحلويات، منها: الملبن، الحمصية والفولية أو السودانية والسمسمية والفستقية والبندقية واللوزية، وكذلك اللديدة والبسيمة والجزرية.
ويوجد طقوس أخرى غير الحلوى للاحتفال وهي توجه الأهل إلي المساجد والميادين فى جميع أنحاء مصر، خاصة فى القاهرة ومن ضمن تلك المساجد أولياء الله الصالحين وآل البيت كمسجد الإمام الحسين والسيدة زينب، ليسمعون خطبة في مدح النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بأناشيد دينية جليلة، ويتم توزيع الحلوى واﻷطعمة على الفقراء والأهالي وأطفالهم، وكل هذه العادات تدخل البهجة والفرحة على كافة أفراد الأسرة المصرية، الكبير قبل الصغير.