كتبت/سلمى محمد
القهوة ثقافة عالمية وإنها كانت ولاتزال محبوبة من العالم أجمع.
عند دراسة أصول القهوة، من المهم معرفة أن للقهوة أصول متعددة ولا تأتي من مصدر أو دولة واحدة، في الحقيقة تنمو القهوة في أكثر من 50 دولة حول العالم، وتعرف هذه الدولة ب”حزام القهوة”. ويتضمن حزام القهوة أفريقيا، أميركا اللاتينية وآسيا. وتتميز هذه المناطق بالمرتفعات والتربة والطقس المناسبين مما يوفر المناخ المثالي لزراعة أشهى أنواع القهوة
لكن ماهو ماضي القهوة، وكيف اكتسبت شهرتها الحالية؟
تعد “إثيوبيا” مركزاً هاماً لمصادر القهوة….
أما عن القصة الشهيرة لاكتشاف القهوة في إثيوبيا في حوالي عام 800 بعد الميلاد على يد كالدي، راعي ماعز إثيوبي.
أطعم حبوب توت القهوة إلى ماعزه ليتفاجأ بتصرفاتهم الغريبة جداً. كانت حركتهم نشيطة وحماسية عند تناول بعض حبوب التوت من شجرة. بعد تجربة التوت بنفسه، والشعور أيضاً بالنشاط والتيقظ، أخذ كالدي هذه التوت إلى راهب. صاح الرهبان أن هذا من عمل الشيطان وألقوا التوت في النار. عندما ألقوها، نشرت عبق رائع وتم عندها إزالة التوت بسرعة من النار وسحقها في الجمر. بعد أن أدركوا خطأهم، تم وضع التوت المسحوق في إبريق وتغطيته بالماء الساخن لحفظه. عاد عندها الرهبان لشرب هذا المزيج الجديد اللذيذ، ليدركوا وقتها أنه يساعدهم على البقاء مستيقظين للأدعية والصلوات الليلية. هذه بالطبع غالباً ما تكون هذه مجرد أسطورة رائعة ومن المرجح أن يعود تاريخ القهوة إلى شعب أورومو / جالا، وهم من قبيلة بدوية في إثيوبيا وشمال كينيا…
نظراً للاعتقاد بأن أصول القهوة إثيوبية، فمن المعتقد أيضاً أنها شقت طريقها شمالاً، عبر البحر الأحمر إلى اليمن في القرن الخامس عشر. ثم بدأت تزرع هنا في منطقة اليمن العربية، وبحلول القرن السادس عشر أصبحت معروفة في بلاد فارس، ومصر، وسوريا وتركيا. كانت شائعة للغاية لميزاتها في المساعدة على تخفيز التنبه والتيقظ، مما يساعد الناس لتخصيص المزيد من الوقت لأمور التعبد والصلاة.
وأقدم الأدلة المثبتة على شرب القهوة أو معرفة هي من القرن الخامس عشر في البلاط العثماني إبان الدولة العثمانيه حيث قدمها والي اليمن آنذاك سلطان اليمن سليمان باشا. وبحلول القرن السادس عشر وصلت إلى بقية الشرق الأوسط وجنوب الهند (سورغ) وبلاد فارس والقرن الأفريقي وشمال أفريقيا. ثم انتشرت القهوة إلى البلقان، وإيطاليا وبقية أوروبا إلى جنوب شرق آسيا ثم إلى أمريكا.
وبحلول عام 1414، كانت القهوة معروفة في مكة المكرمة، وفي أوائل القرن الخامس عشر كانت تنتشر في الدولة المملوكية بمصر وشمال أفريقيا من ميناء المخا اليمني. ولارتباطها بالصوفية، نشأ عدد لا يحصى من المقاهي في مصر حول جامعة الأزهر.
هذه المقاهي فتحت أيضا في سوريا، وخاصة في مدينة حلب العالمية، ثم في إسطنبول، عاصمة الإمبراطورية العثمانية، في عام 1554.
في عام 1511، كان يحظر شربها على تأثيره المحفز من قبل الأئمة السلفيين المحافظين في المحكمة الشرعية في مكة المكرمة. ومع ذلك، تم إلغاء هذه الحظر في عام 1524 بأمر من السلطان التركي العثماني سليمان الأول، مع المفتي الكبير محمد أبو السعود الأحمدي بإصدار فتوى تسمح باستهلاك القهوة.
في عام 1532 فرض حظر مماثل في القاهرة بمصر، وأقيت المقاهي والمستودعات التي تحتوي على حبوب البن.
خلال القرن السادس عشر، وصلت بالفعل إلى بقية الشرق الأوسط، الإمبراطورية الصفوية والإمبراطورية العثمانية. من الشرق الأوسط، وشرب القهوة تنتشر إلى إيطاليا، ثم إلى بقية أوروبا، ونقلت محطات القهوة من قبل الهولندية إلى جزر الهند الشرقية والأمريكتين.
وبالمثل، تم حظر القهوة من قبل الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية بعض الوقت قبل القرن الثامن عشر. ومع ذلك، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، اتجهت المواقف الإثيوبية نحو شرب القهوة، وانتشر استهلاكها بسرعة بين عامي 1880 و1886؛ وفقا لريتشارد بانكهورست ، «كان هذا يرجع إلى حد كبير إلى الإمبراطور منيلك، الذي شربها بنفسه، وماتيوس العاشر الذين قاموا بالكثير لتبديد اعتقاد رجال الدين بأن القهوة مشروب للمسلمين فقط».
وتتربع 5 دول على عرش إنتاج القهوة بالرغم من أن تاريخ القهوة ذاته لم يذكر أي من هذه الدول ظهرت فيه شجرة البن الا أنها الان تستحوذ على الإنتاج الأكبر في العالم من البن وعلى رأس هذه الدول تأتي البرازيل التي تصدرت القائمة وتنتج نحو 3.165 مليون طن تليها فيتنام في المركز الثاني بإنتاج يصل إلى 1.770 مليون طن، ثم كولمبيا التي يقدر إنتاجها بنحو 840 ألف طن، ثم إندونيسيا التي تنتج نحو 654.12 ألف طن، وأخيراً هندراوس التي يقدر إنتاجها بنحو 462 ألف طن سنوياً….
أما عن انواعها في تتنوع ما بين ..
القهوة الآسيوية
تعد منطقة آسيا موطناً للقهوة ذات النكهات القوية والمركزة والتي لا توجد في أي مكان آخر. للقهوة الآسيوية عامةً الصفات التالية:
عشبية
حموضة خفيفة
غالباً ماتكون بالتحميص الداكن.
قهوة أميركا اللاتينية
تعتبر إحدى عواصم القهوة في العالم قهوة أمريكا اللاتينية، و هي الأساس للعديد من خلطاتنا التي ترونها في السوبر ماركت. يستمتع بالقهوة من هذه المنطقة عالمياً بسبب نكهتها ذات القوام المتكامل. بعض خواص القهوة من أميركا اللاتينية:
غنية بالمكسرات
بحموضة خفيفة
بالتحميص الخفيف أو المتوسط
القهوة الأفريقية
أفريقيا هي موطن لبعض أنواع القهوة الفريدة في العالم لنكهتها المميزة بروعتها، عادةً ما تتميز القهوة الأفريقية بالخصائص التالية:
حلوة
بحموضة متوسطة
بالتحميص المتوسط إلى الداكن