الكاتبة إسراء حمدي سندريلا الرعب

الكاتبة إسراء حمدي

 

 

حوار: ليلى إمام

 

الكتابة بالنسبة لها متنفس، ترويح عن النفس، منفذ تهرع إليه للهروب من ضغوطات الحياة ومشكلاتها.. كذلك تعتبر الكتابة بمثابة طفلتها المدللة، تحتاج إلى تهيئة الجو المناسب لتنميتها وترويضها واستخراج أجمل وأعمق ما فيها،
فالأفكار لا تُساق بالغُشم، أو تحت وطأة الضغوط العصبية، بل بالمعرفة والتعلم والتخطيط والتنظيم، وهو ما يساعد على تنمية ونضج الجانب الإبداعي على نار هادئة..

 

الكاتبة “إسراء حمدي”، مواليد المملكة العربية السعودية 1992، حاصلة على ليسانس تربية وآداب قسم اللغة الإنجليزية “جامعة المنصورة”، محررة ومترجمة مقالات لدى عدة منصات إلكترونية، وقد نشر لي أكثر من 200 مقال على الموقع العربي “قل ودل”، بالإضافة لمشاركتي بالقصص الصوتية على عدة قنوات يوتيوب.

– متى بدأت الكتابة؟

بدأت الكتابة تقريبًا في عمر الـ 12 عام، فبمجرد اجتيازي للمرحلة الابتدائية، بدأت بكتابة قصص قصيرة، خواطر، أشعار، لأقوم بعرضها على زميلاتي ومعلماتي في المدرسة، وبغض النظر عن الأخطاء الفادحة التي وقعت بها عدة مرات، إلا أنني استمريت في الكتابة وسعيت بكل جهدي للوصول إلى مرادي.. وقد كان لمعلماتي دور كبير من خلال ثنائهم المستمر على ما أقدمه، وتقديمهم النصائح بطريقة مهذبة، حتى تطور الأمر أخيرا وبدأت في كتابة أول عمل روائي لي عام 2018.

 

– بتحبي تكتبي لون أدبي اي، ولي اللون دا؟

أفضل كتابة الرعب، التشويق والإثارة، أما عن السبب فلا أستطيع تحديده حتى الآن، ربما لشغفي بقراءة روايات الرعب والجريمة منذ صغري، وربما لأنني عاصرت الكثير من المواقف المرعبة الواقعية والتي حدثت أمام عيني، فوجدت نفسي تلقائيا أميل لكتابة هذا اللون..
تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، وهي أنني غارقة في حب “الرعب” منذ الطفولة.

-حدثينا عن كتاباتك بشكل مختصر؟

تعد رواية سفراء الجان أول عمل روائي لي، وهي مقتبسة عن قصة حقيقية عاصرت أحداثها مع أحد الأصدقاء، وبناء عليه استوحيت الفكرة لكتابة الرواية، وبالطبع أضفت إليها بعض الخيال والشخصيات، كذلك الحبكة التشويقية.

أما عن روايتي الثانية “طلسم الدم” فهي استكمال لرواية سفراء الجان، إلا أنها أيضا لا تعد جزء ثاني، وهي المفاجأة التي أعددتها للقراء، إذ قررت كتابة أعمالي في هيئة سلسلة متصلة، الفكرة التي تراودني منذ بداية الكتابة، وأتمنى أن تنال استحسان القراء وتحقق النجاح الذي أطمح إليه.

– هل اطلق عليك اسم من خلال كتاباتك؟

المقربون فقط يطلقون عليّ “سندريلا الرعب” اللقب النابع من تعجبهم للتناقض التام بين هيئتي الخارجية اللطيفة، وكتاباتي المرعبة التي لا تتناسب مع هذه الهيئة.

 

– ما العمل الذي شاركتب بيه في معرض الكتاب ٢٠٢٣؟

رواية “طلسم الدم” وهي استكمال لرواية “سفراء الجان”، بالإضافة إلى ترجمة رواية “وحش الغابة” للكاتب العظيم هنري جيمس، كذلك ترجمة كتاب “علم الحياة” لألفريد أدلر..

– اعطنا نبذه من كتاب ليك ؟

بمجرد أن توصل (الشيخ عبد البارئ) إلى هوية (حقيال)، وعرف السر وراء ما يحدث في القرية التي صدرت عنها شائعات، وقيل إنها مسكونة بالأرواح والأشباح، توجه فورًا إلى المعبد الكبير لقبيلة (طارش بن ماحق) ملك العُمّار، وهو معبد وهمي في منطقة مترامية الأطراف، يجتمع فيه (طارش) وجنوده في هيئتهم البشرية عند استدعائهم لمهمة عاجلة..
دلف الشيخ بخطواته الثابتة، ليختفي هيكل المعبد الخارجي بمجرد عبوره البوابة السحرية، ثم توجه إلى عرش (طارش) مباشرة ليقص عليه مأساة القرية، وما يعانيه السكان في الفترة الأخيرة.. هكذا وبعد انتهاء الشيخ لوح (طارش) بصولجانه في الهواء ليجمع القبيلة، ثم قال بأعلى صوته:
– لدينا مهمة عاجلة للقضاء على قبيلة (حقيال) فهل أنتم مستعدون؟
من رواية “طلسم الدم”..

– ما ردك على من يقول أن هناك معيار للكتابة ومن خلالها يحدد نجاح الكاتب أو العمل تبع هذه المعايير، هل هذا صحيح ام أنه ليس هناك معيار من الأساس وكل عمل يكون نجاحه من إبداع الكاتب؟

بالطبع توجد معايير للكتابة، ولكنني أرى أن النجاح لا يتوقف على هذه المعايير فقط، فقد تتوفر جميع المعايير في الرواية ولكنها تفتقر إلى الحس الأدبي الإبداعي، ما يؤدي إلى فشلها..
لذا فمن وجهة نظري الشخصية أن نجاح العمل أو فشله يعتمد على إبداع الكاتب، وطريقة سرده للأحداث وجذب وتشويق القارئ منذ بداية العمل حتى نهايته.

اعطي نصيحة لمن يريد التمكن من الكتابه الصحيحة؟

إياك واليأس في بداية الأمر، إياك والاعتماد على الغير..
اقرأ كثيرًا جدا، تعلم اللغة العربية الفصحى وقواعدها وأساسيات اللغة، اجتهد وثابر، تعلم وثقف نفسك بنفسك، تقبل النقد بصدر رحب ولا تتعالى على العلم والمعرفة حتى وإن جاءت النصيحة من شخص يصغرك سنا.
كذلك بادر بسؤال المحترفين وتعلم منهم ومن تجاربهم في بداية مشوارهم الأدبي، وشارك قدر المستطاع في ورش الكتابة ومحاضرات تعلم فن الكتابة..


وأخيرًا تشبث بحلمك حتى الرمق الأخير، ولا تستسلم لأي محاولة من محاولات إحباطك، والأهم من ذلك ألا تضع مفاتيح موهبتك في قبضة دار نشر لا تقدرها ولا تسعى لترويجها بما يليق بها..
اصبر قليلًا لتفرح وتنجح كثيرًا..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.