كتبت ليلى إمام
يعد شم النسيم هو أقدم احتفال شعبي عرفه التاريخ بداية من قدماء المصريين منذ ما يقرب من خمسة الآف سنة، وترجع تسمية “شم النسيم” بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية “شمو”، وهي كلمة هيروغليفية قديمة تعنى عيد الخلق أو بعث الحياة.
وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم يرمز إلى بدأ خلق العالم وبعث الحياة.. وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة “النسيم” لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب
كان القدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم احتفال رسمي كبير ، فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم ، وتخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى طقسمين.
ولكن الآن أصبح الإحتفال بذلك العيد الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.
ويرتبط الاحتفال بشم النسيم بمجموعة أطعمة تقليدية خاصة تتعلق بالعادات والتقاليد ، والتي انتقلت من المصريين القدماء عبر العصور لتفرض نفسها على أعياد الربيع فى أنحاء العالم القديم والحديث حيث تشمل قائمة الأطعمة المميزة لمائدة شم النسيم : البيض، والفسيخ (السمك المملح)، والخَسُّ، والبصل، والملانة (الحُمُّص الأخضر)، وهي أطعمة مصرية كان لها معنى ومدلول عند المصرين القدماء.
وكان عيد شم النسيم وثيق الصلة في وجدان المصريين القدماء ببداية الخلق؛ إذ كانت لديهم في معتقداتهم الدينية نظريات يفسرون من خلالها كيف نشأ الكون.
ومن بين تلك النظريات، أن الكون بأكمله “انبثق من بيضة كبيرة”، لذا فإن لاحتواء مائدة أعياد شم النسيم على البيض دلالة دينية مهمة.